شيء
عن مدرق بالله : المدرق بالله أو المدرق
في الله كما يسميه بعض الناس ، مولد من مواليد إحدى قرى وادي الصفراء كان يقوم
بأعمال خارقة للعادة بعمل السحر والشعوذة أو المخاواة للجن كما يقولون ، منها أنه
عندما تكون عنده مناسبة ما ، يعزم الناس ثم يأمر أتباعه من العاملين إلى الذهاب
إلى نافذة معروفة في بيته فيجدون البن والهيل والسكر والشاي وما يحتاجه عمل الشاي
والقهوة بهذه النافذة أو الطاقة وبكميات كبيرة ومن أفخر الأنواع الموجودة ، فيدير
القهوة على الحاضرين بواسطة هؤلاء الأتباع وعندما يكتمل عدد المعازيم يأمر أتباعه
بالذهاب إلى نفس الطاقة فيجدون الصحون الكبيرة مملوءة بالرز وعليها الخرفان السمينة
بما يكفي الضيوف ويفيض .
ويقال
أنه دُعي ذات مرة لإقامة عدة حفلات زار بالمدينة ، وكان في كل حفلة زار يحضر صفيحة
كبيرة من الماء ويضع بجانبها الكاسات الفارغة ، ثم يأمر بعض أتباعه بملء الكاسات
من الصفيحة وسقي الحاضرين ، وإذا به عصير من ألذ أنواع العصير ليدورون به على كل
الحاضرين ، فإذا حفل الزار أن ينتهي ضم كفيه إلى بعضهما مفتوحتين ورفعهما في الهواء فإذا بهما مملوءتان بالريالات
الفضية ، فيعطي كل من الحاضرين من هذه الريالات كل واحد على قدر عمله وما زاد عن
ذلك يلقي به بعيداً فيسمع له الحاضرون صليلاً ، وعندما يذهبون للبحث عنه لا يجدون
شيئاً .
ويقال أن
كبير المدينة سمع بهذه الأعمال وأراد أن يراها على الطبيعة فاصطحب في ليلة بعض
خويائه ، وذهب لمحل الحفل واختبأ هو ورفاقه خلف شجرة دون أن يشعر بهم أحد ، فما
كان من مدرق بالله إلا أن أمر بعض أتباعه بملء عدة كئوس من الشراب بعدد الكبير
ورفاقه وقال لهم : أذهبوا بالعصير إلى الضيوف الموجودين خلف تلك الشجرة . فتناول
الكبير وصحبه الشراب وانصرفوا دون أن يمسوهم بسوء .
وقال شخص
كان طريق المدينة المنورة ينبع للجمال يمر بقرية الحمراء إحدى قرى وادي الصفراء
ويقام بها سوق ، وكنت أحمل قطع التمر والشنان والدحاريج من التمر والمساطح والخصف
من الحصير والنوى وهو الفصم زاد الإبل والغنم والسمك الناشف وخلافه ، على الجمال
وأبيع كل ذلك بالسوق ، فأضع العملة المعدنية بكيس من القماش والعملة الفضية من
الريالات وأنصاف وأرباع الريالات بحسكل أتوشح به ، ومرة عندما انتهى يوم السوق
جلست أعد الفضة بالحسكل وهو وعاء أو جراب للنقود يعمل من جلد صغار الماعز ، فلم
أجد بالحسكل شيئاً وانزعجت لذلك ، فنصحني أحد اصدقائي الذي أعلمته بجلية الأمر أن
أذهب إلى مدرق بالله فذهبت إليه وكان يقيم بخيمة نصبها بالموقع ، وعندما أخبرته
بالقصة قال : " الله سبحانه وتعالى " ، اجلس ، وهذه العبارة يرددها
دائماً في مستهل كل كلام يقوله ، فجلست وبعد وقت قصير رأيت عملاقاً أفريقياً يدخل
علينا بالخيمة ، فقال له المدرق بالله : إدفع إلى الرجل كل ما أخذته منه . فدفع لي
كل نقودي ، وقال له : أحضر كل ما سرقته ، فأحضره في الحال أمامنا ، وقال له : أذهب
إلى بلادك وأنا وراءك . فانطلق الأسود الإفريقي العملاق كالإعصار حتى اختفى عن
عيوننا .
ومرة
أقيم حفل زار حضره المدرق بالله واحد المنافسين له بهذا الشأن وكان في مثل هذه
الحفلات يقوم بعض الناس فيرقصون ويوهمون الحاضرين أنهم يضعون السكاكين في بطونهم
فتنفتح البطون وتسيل الدماء ، وكل ذلك من أوهام السحر والشعوذة ، وفي تلك الليلة
قال المدرق بالله : هذه الليلة ليست ليلة سلاح ، فقال منافسه : بل هي ليلة سلاح .
وأصر كل واحد منهما على رأيه ، وأمر المنافس الأخر أحد أتباعه بالرقص واستعمال
السلاح ، ولكن هذا الشخص عندما وضع السكين في بطنه انغرست السكين في بطنه ومات في
الحال . ويقال إن الشخص المنافس للمدرق بالله أقوى منه معرفة ، ولكنه لا يحافظ على
أمور الدين من صلاة وصيام وزكاة وخلافها ولو أوفى بذلك لما وقف في وجهه أحد .
وحضر عند
مدرق بالله شخص يطلب العلاج وهو ممن يطالبهم مواليه بثأر ، فأرسل إلى مواليه
يخبرهم وهو الأقرب ، أو علم مواليه بذلك ، فطلبوا منه مشاغلته حتى يحضروا ويقتلوه
، فأخذ يشاغله بالألعاب السحرية وهو يوهمه أنه يسعى لعلاجه حتى حضر بعض مواليه
وقتلوه بالرصاص ، وتعد هذه من هنات المدرق بالله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق