بسم
الله الرحمن الرحيم
من كنوز اللغة العربية
إِنَّ وَأَنَّ :
يِخطئ بعض الناس في كتابة
إِنَّ بكسر الهمزة وَأَنَّ بفتحها ، والقاعدة فيها هكذا :
تكسر همزة إِنَّ في ثلاث
حالات :
1- بعد ألا الإخبارية
فتقول أَلاَ إِنَّ
2- بعد قول : تقول أو
قال أو يقول أو أقول أو تقول أو نقول .
3- في أول الكلام فكل كلام
يبدأ بأن تكون مكسورة وتفتح همزة إن في جميع الحالات الأخرى
ملاحظة : هناك حالات أخرى
تكسر فيها همزة إن ولكن هذه هي القاعدة الكبرى .
كلمات ذات أصول عربية :
يقول أحد مدرسي اللغة
العربية من غير السعوديين درست مدارس في مناطق المملكة وعايشت كثيرا من السعوديين
في مختلف المناطق ووجدت أن أقرب اللهجات للغة العربية الفصحى لهجة ما بين الحرمين
.
وأقول أنا هناك عدة كلمات
ننطقها هنا تعود أصولها للعربية الفصحة ومنها .
الْمِسْك : يطلق هنا على
أديم الشاه ، وقد ورد في غزوة بدر بهذى المعنى ، ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم
طلب من عمه رضي الله عنه فداء نفسه وابن أخيه عقيل بن أبي طالب وعندما احتج العباس بعدم قدرته
على ذلك لقله ذات يده قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( والمال الذي وضعته بالمسك
وخبأته وأخبرت أم الفضل ) فقال العباس : أشهد أنك رسول الله فلم يعلم به سواي وأم
الفضل ، وسمي المسك باديم الشاه .
غَتَّيْتَنِي : عندما يجثم
أحد على صدرك أو يمسك بخناقك تقول : غتيتني ، وقد وردت هذه الكلمة في حديث بدء
الرسالة وشق الملك جبريل قلب الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال : فغتني ، باللفظ والمعنى .
الشَّكْوَه : وهي وعاء اللبن
وتسمى بالفصحى أيضاً بالسقاء وتسمى أيضاً بالسِّعِن ، قال في كتاب البداية
والنهاية في غزوة الختل في عصر بني أمية
وأمر قائد القوم كل واحد من الجند ان يحمل شكوة ماء وهي القربة الصغيرة .
الفازه : وهي البناء المظلل
بالمقاطع وهي آروقة بيوت الشعر والمشمعات وهي أشرعة السيارات يقول صاحب البداية وعمل
القائد للجند فازة يستظلون بها وهي كالسرادق مظلله .
قل ولا تقول :
قل خَصْبَ الأرض ولا تقول
خصوبة الأرض ، وقل جَدْب الأرض ولا تقل جدوبة الأرض .
وقل أرسلت لك خطاباً
بوساطة البريد ولا تقول بواسطة البريد .
وقل فلان في النَّقَيه أو
النُّقُوه من المرض ولا تقل في النقاهه .
وقل أكلمك دون واسطه ولا
تقل أكلمك بدون واسطة لأن مثل قبل وبعد فلا يقال بقبل ذلك أو ببعد ذلك بل يقال قبل
ذلك وبعد ذلك .
وقل أرسلت شخصاً أو رسولاً
لأن الشخص والرسول يذهب وحده ، ولا تقل أرسلت لك هدية أو خطابا أو خروفاً ، بل قل
أرسلت لك بهدية أو بخطاب أو بخروف ، لأن هذه الأشياء لا تذهب وحدها ولا بد من شخص
يرافقها فلا بد أن تقترن بالباء .
وقل بدل لي بمائة ريال
عشرات ولا تقل بدل لي مائة ريال بعشرات ، لأن المبدل هو الذي يقترن بالباء
وليس المبدل به ، وفي القرآن الكريم : { فَابْعَثُوا
أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ } وقوله تعالى
: { قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ }
.
وقد
انتقد علماء اللغة العربية شوقياً في قوله :
أنا من بدل بالكتب الصحابا
وقالوا
كان الواجب أن يقول :
أنا
من بدل بالصحب الكتابا
من مداعبات الشعراء :
حصلت خصومة بين إبراهيم
عبد الفتاح طوقان ، وبين شاعر آخر فقال الشاعر الآخر يسبه :
للكلب
طوق وإبراهيم طوقان
وهو يشير إلى لقبه "
طوقان " .
وقال حافظ إبراهيم يداعب
أحمد شوقي :
يقولون
إن الشوق نار ولوعة ** فما بال شوقي أصبح اليوم بارداً
فرد عليه أحمد شوقي :
وأودعت
إنسانا وكلباً وديعة ** فضيعها الإنسان والكلب حافظ
ويقال كانت لدى الخليفة
العباسي هرون الرشيد محظية عزيزه على نفسه اسمها خالصة فأتى له عقد من الدر فأهداه
لها وكانت تكره الشاعر أبا نواس وتغري الخليفه به ، فتغفلها ذات ليلة وكتب على باب
مقصورتها :
لقد
ضاع شعري على بابكم ** كما ضاع عقد على خالصة
فلما رأت خالصة هذا الشعر
ذهبت إلى الخليفة ورمت بالعقد ولما سألها : لماذا ؟ قالت : إنه ضائع علي ، قال :
ومن يقول ذلك ، قالت : شاعرك أبو نوس .
وكان أو نواس يراقبها فلما
رآها ذهبت إلى الخليفة ، مسح أسفل العين من ضاع فأصبح البيت هكذا :
لقد
ضاء شعري على بابكم ** كما ضاء عقد على خالصة
فأرسل الخليفة إلى أبي
نواس من جاء به فسأله الخليفة : ماذا كتبت على باب خالصة ؟ قال : كتبت ما يجمل
ويحسن ، ولما رأى الخليفة والحاضرون البيت قال بعض الظرفاء من الحاضرين : هذا
البيت قلعت عينه فأبصر .
لما مدح الشاعر أبو تمام
الخليفة العباسي المعتصم بقصيدته التي يقول فيها :
إقدام
عمرو في سماحة حاتم **في حلم أحنف في ذكاء إياس
فال يعقوب بن إسحاق بن
الصباح الكندي المعروف بفيلسوف العرب : ما زدت على أن شبهت أمير المؤمنين بصعاليك
العرب ، فقال أبو تمام :
لا
تحسبوا ضربي له من دونه ** مثلاً شروداً في الندى والباس
فالله
قد ضرب القليل لنفسه ** مثلاً من المشكاة والنبراس
ولما سلم القصيدة لم يجدوا
هذين البيتين من ضمن أبياتها وأنه أرتجلها ارتجالاً فقال الخليفة : تمن علي ، قال
: توليني الموصل ، قال يعقوب الكندي : يا أمير المؤمنين وله إياها فإن ذكاءه يحرق
عمره ، فولاه إمارة الموصل فلم يمكث أن مات .
قال المحققون وهذه القصة
جرت لأبي تمام مع أحمد بن المعتصم ، وأنه لم يتولى إمارة الموصل بل تولى إدارة
بريدها وهذا أصح ..
وعمر هو ابن معد كرب
الزبيدي ، وحاتم بن عبد الله الطائي ، واحنف هو الأحنف بن قيس التميم ، وإياس بن
معاوية المزني القاضي .
من نوادر المتظاهرين
بمعرفة اللغة العربية :
حضر بعض المدعوين وليمة
وبينهم عالم لغوي ، وأراد شخص أن يتظاهر بمعرفته للغة العربية فغسل يديه ثم قال
للذي بجانبه : اغسل يداك ، ثم التفت إلى عالم اللغة وقال له : هذا العلم ذهب أهله
، فقال له عالم اللغة : إن هذا العلم كما تنطقه ليس له أهل .
قال راصد هذه المعلومات :
كنا معزومين لدى بعض الأصحاب ، وأتى شخص واراد أن يتظاهر بمعرفته للغة العربية
فالتفت إلى من هو بجواره وقال : كَيْفُ حَالُكَ ، ثم التفت إلى وقال : أليس كذلك
يا أستاذ ؟ ، قلت : ليس كذلك يا أستاذ ، فخجل وسكت .
ورأيت هذين البيتين في
كتاب ألف ليلة وليلة فأحببت إيرادهما هنا :
رأيت
ظبياً على كثيب ** شبيه بدر إذا تلالا
فقلت
ما الإسم قال لولو ** فقلت لي لي فقال لا لا
**
مادة
لغوية
يقولون إن الحلوى المعروفة
قديماً باسم الزلابية هي ما يعرف الآن بالمشَبَّك .
ويقولون إن الحلوى
المعروفة قديماً بالفالوذج هي هريسة اللوز الآن .
ويقولون إن الملوخية أصلها
ملوكية ، وكان يستعملها الملوك في مطابخهم ولما استعملها الشعب سموها ملوخية .
ويقولون إن اسم الشاعر
الإنجليزي المشهور شكسبير مأخوذ عن أصل عربي وهو شيخ زبير
ويقولون إن أصل اسم ملكة
بريطانية إليزابيث مأخوذ من العربي وأصله
علي ضابط
ويقولون إن اسم الإنفلونزا
اصلها عربي وهي أنفس العنزة .
****
فائدة لغوية
ثُم و ثَم
يقول بعض الناس وخاصة المعلقون لمباريات كرة القدم عندما يكون
الفريق مهزوماً : والآن الفريق يريد أن يسجل التعادل ، ومن ثُمَّ ( بالضم ) يسجل
هدف التقدم ، وهذا خطأ فكلمة ( ثم ) بالضم هي حرف عطف وموالاة ولا تقترن بمن
والصحيح أن يقول والآن الفريق يريد تسجيل التعادل ثم ( بالضم ) يبحث عن هدف التقدم
، اما ثَم ( بالفتح ) فهي كلمة وتعني هنا أو هناك وهي التي تقترن بمن فيقال :
والآن الفريق يبحث عن التعديل ومن ثَم يسجل هدف التقدم ، وللفائدة حرر .
فوائد لغوية
يجمع بعض الناس النادي على
النوادية ، وهذا خطأ فالنوادي هي الإبل الضالة ، والصحيح أن يجمع على أندية
وأنديات .
كما يجمع البعض كلمة
الوادي على الوديان وهذا خطأ والصحيح أن تجم على الأودية .
صيغة منتهى الجموع هي على وزن
مفاعل ومفاعيل ، وهي ممنوعة من الصرف .
جمع الجموع مثل ( بيوتات
العرب ) مفردها بيت وجمعها بيوت ، وجمع الجموع فيها بيوتات ، ومثلها رجالات قريش
مفردها رجل ، وجمعها رجال وجمع الجموع فيها رجالات .
جمع عندليب الطائر المغرد
المعروف هو عنادل .
الْفُلْك مفرد مؤنث ،
ويعني السفينة ولا جمع له .
الْفَلَك مفرد مذكر ويعني
مدار النجوم ، ويجمع على الأفلاك .
من
كنوز اللغة
يقولون : خصوبة الأرض
وجدوبتها ، والصحيح خصب الأرض وجدبها .
ويقولون : عُبُوَّة ماء ،
والصحيح : عَبْوَة ماء .
ويقولن : مدراء المدارس ،
والصحيح مديرو المدارس .
ويقولون في الإسم : عُدَي
، والإسم العربي هو : عَدِي ، ومنه اسم الصحابي الجليل : عَدِي بن حاتم الطائي رضي
الله عنه .
**
في اللغة العربي يسمون
حروف القافية بحروف الروي ، وقد نظم الشاعر العباسي المعروف أبو العلاء المعري بعض
القصائد وجعل فيها حروف الروي اثنين أو ثلاثه وجمع ذلك في ديوان سماه ( لزوم ما لا
يلزم ) .
وشعراء الكسرة يسمون الحرف
الأول للقافية : ( الطايع ) ، والثاني : ( المطيع ) ، والثالث : ( التبيع ) ،
وللمثال على ذلك يقول مفرج السيد ( رباعيه ) :
يا
هوه يا صاحب العصمه ** يا اللي معلي براسك فوق
في
الحب انا كان لي بصمه ** دمغه عليها الحلا والذوق
لكن
ما كان لي وصمه ** في البعد والا الغدر والبوق
مبعد
عن القيل والخصمه ** طبع الذي يعرفون الشوق
وأنت ترى أن القافيه
الأولى ملتزمه بثلاثة حروف هي : الصاد والميم والهاء ، والقافيه الثانية قافية
العجز ملتزمه بحرفين هي : الواو والقاف .
**
يقول بعض الشعراء الكسره :
( يهيا لي ) ، بمعنى أظن وأحسب ، وهذا خطأ
فكلمة ( يهيا لي ) بمعنى : يناسب ، فيقول
الشخص : هذا لا يهيا لي : بمعنى لا يناسب سني ومركزي ، أما التي تأتي بمعنى : يظن
ويحسب ، فهي : ( يتهيا ) فيقول الشخص : يتهيا لي كذا وكذا ، يعني أظن وأحسب ،
وتأتي أيضاً بمعنى يجهز ، فأنت تقول لشخص أخر : سوف آتيك بما يتهيا لي ، يعني يجهز
ويحصل .
**
يقول الشخص : أتمنا رؤياك
، وهذا خطأ ، فالرؤيا بمعنى الحلم ، أما ما ينظر بالعين فيسمى : الرؤيه ، فنقول :
أتمنا رؤيتك .
**
الدعوى هي القضية المقامة
على شخص بحق أو بالباطل ، أما الدعوه فهي رسالة الرسل ومفرد للدعاء ودعوة الناس
بعضهم لبعض في المناسبات ، وقد سمعت أحد المنشدين بقناة الساحه ينشد نشيد وطني
الحبيب لزميلي في الدراسة الدكتور مصطفى محمد بليله وقد غنى منه مقطعاً يقول في
ذكر الرسول : ( وعززت دعواه ) ، ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم دعوه وليت دعوى
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق