خير البرايا
معارضة لقصيدة سلوا قلبي لأمير الشعراء أحمد شوقي لمفرج السيد
****
أصاب السهم من قلبي مصابا
|
وأثخن بالفؤاد دماً مذابا
|
مهاة باللواحظ في يديها
|
دماء العاشقين غدت خضابا
|
تعرض لي بخد من لجين
|
وتبسم من فم ضم الرضابا
|
فقلت لها لهذا الطرف غضي
|
وضمي فوق فتنتك النقابا
|
فما هذا المقام مقام عشق
|
ولا طلب المقالة والخطابا
|
فقد أوفى بنا شهر كريم
|
به قلب الخلائق قد أنابا
|
إذا حلقات خير الذكر تتلى
|
يهل الدمع بالعين انسكابا
|
وفارقت الصباية والغواني
|
فإن الله الهمني الصوابا
|
إلى خير الأنام صبا فؤادي
|
رسول بالأصول زكا وطابا
|
ويدعو المسلمين لخير دين
|
هو الإسلام ينتهج الكتابا
|
أبو الزهراء من ولدت بنيها
|
هما السبطان قد سادا الشبابا
|
إذا حسن تطاول أو حسين
|
تقاصر كل من يسمو انتسابا
|
نبي الله يا خير البرايا
|
إليك أتيت اقتحم الصعابا
|
بوقت صار مدحك فيه ذماً
|
لقائله وحبك صار عابا
|
وما غاليت في أبيات شعري
|
لألقي اللوم فيها والعتابا
|
حبيب الله والهادي لخير
|
وعبد الله لا أجد ارتيابا
|
ولكن ليتني قد عشت قبلاً
|
وألثم من رواحله الركابا
|
فهذا منتهى شرف وفخر
|
يسامق في مكانته السحابا
|
وتؤرقني الحوادث في زماني
|
لها فتح العدا بابا وبابا
|
وفي أجدادنا صور وعبر
|
لقد جعلوا الجهاد لهم مثابا
|
كتائب للوغى رحلت وحلت
|
تقود الجيش والخيل العرايا
|
فبدر ثم مكة ساطعات
|
وحطين لقد طابت رحابا
|
فرد الناس يا ربي مردّاً
|
جميلاً نحو جانبك احتسابا
|
تقبل صومنا يا رب بنا
|
وأجزل في القيام لنا الثوابا
|
وبلغنا له في كل عام
|
وحقق في الحياة لنا الرغابا
|
وعبد الله فاحفظه معافى
|
دعونا من إذا يدعى أجابا
|
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق