بسم الله الرحمن الرحيم
مولـد الهــــدى
الكون والدنيا سنى وسناء
|
|
والدهر معقود المنى وضَّاء
|
وُلد الهدى لما أهلًّ محمد
|
|
فتناقلت أخباره الأنباء
|
وصلت إلى البدويِّ جوف خبائه
|
|
حتى الرعاة تضمهم صحراء
|
واستبشرت فيه الملائك في العلا
|
|
وتجَّمعت صفًّا لها ضوضاء
|
نقلت لآمنة البشائر زفَّها
|
|
جبريل يخفق في يديه لواء
|
وانقض من إيوان كسرى جانب
|
|
قد خرَّ للشرفات منه بناء
|
وهوت نجوم الليل من أفلاكها
|
|
يُرْمَى بها في أفقها الخبثاء
|
من كلِّ شيطان تسلَّق منصتاً
|
|
والله ليس عليه من خفاء
|
والكون في تلك الطبيعة حائر
|
|
متسائل ما هذه الأشياء
|
حتى تجلَّت للأنام حقيقة
|
|
عنها درى القرباء والبعداء
|
هذي السماء تزف في أفراحها
|
|
للأرض بشرى ما حوتها سماء
|
وتمخضت أم الرسول فأنجبت
|
|
خير الأجنَّة ضمت الأحشاء
|
ربَّاك جدك بعد أمّك ما مضت
|
|
وثوت هناك مقرُّها الأبواء
|
من بعده ربّاك عمُّك يافعاً
|
|
وأتت بفقدهما لك الأرزاء
|
في ظرف عام في الفناء تتابعا
|
|
فتعمدت إيذاءك السفهاء
|
سمَّيت هذا العام عاماَ محزناً
|
|
والحزن قد باحت به الأصداء
|
من بعد أمّك أرضعتك ثويبة
|
|
وحليمة ضاقت بها الأبناء
|
حملتك فوق أتانها فتقدمت
|
|
وهي التي أزرى بها الإعياء
|
وبيمن طالعك السعيد ومنة
|
|
من فضل ربك درت العجفاء
|
وأتتك من بعد النبوة بنتها
|
|
ومضت بخيرٍ أختك الشيماء
|
من قبل بعثتك الشريفة جاوزت
|
|
قامات مجدك أفقها الجوزاء
|
سُمِّيت بالرجل الأمين وصادقاً
|
|
في فترة ندرت بها الأمناء
|
وحكمت في الحجر الكريم ووضعه
|
|
فأقرَّ ما أمضيته الشرفاء
|
وعملت حيناً في التجارة رابحاً
|
|
ومربَّحاً فشدا بك العملاء
|
ورأى بحيرا في سناك ملامحاً
|
|
دارت عليها طلعة غراء
|
ورأى النبوة في جبينك رسمها
|
|
ويلوح منها في الجبين ضياء
|
عُلم عن الأسلاف في أسفارهم
|
|
عرفت حقيقة سرِّه الفهماء
|
أوحى لجدك خائفاً ومحذِّراً
|
|
كيد اليهود فإنهم أعداء
|
زُوِّجْتَ أم المؤمنين خديجة
|
|
والطبع منها عفة وحياء
|
ولدت لك الأخيار من ذرية
|
|
عاشت وراءك منهم الزهراء
|
واستك في العهد القديم بنفسها
|
|
والعطف منها جنَّة ووقاء
|
تأتي إليك بصبحها ومسائها
|
|
لما يضمك في الخلاء حراء
|
وإلى المدينة هجرة ميمونة
|
|
للدين فيها رفعة وعلاء
|
بجوارك الصديق فارق أهله
|
|
وله من الرأي الحصيف مضاء
|
أما علىٌّ في فراشك نائم
|
|
يفديك مختاراً وعز فداء
|
بالغار عن طلب العدى أويتما
|
|
حتى توارت عنكما الرقباء
|
غير الذي ساخت به أقدامه
|
|
كادت تواريه الثرى الغبراء
|
العنكبوت بنى خيوطاً حوله
|
|
وبقربه قد عششت ورقاء
|
والزاد يأتي في المعاد بخفية
|
|
تغدو به في وقته أسماء
|
ويحوم راع يستحث شياهه
|
|
كي تطمس الآثار تلك الشاء
|
يا سيدي والمعجزات تتابعت
|
|
فيها لمبعثك الكريم جلاء
|
للقدس في ليل تلفح بالدجى
|
|
وبأمر ربك ذلك الأسراء
|
جبريل قد كان الدليل لرحلة
|
|
ليلية سادت بها الظلماء
|
وركبت من ظهر البراق مطية
|
|
فاقت لمركبة يضم فضاء
|
صليت بالأملاك أنت إمامهم
|
|
في المسجد الأقصى عليك بهاء
|
وعرجت في ملكوت ربك سابحاً
|
|
نحو السماء تحيطك اللألاء
|
حتى رأيت جلال ربك واضحاً
|
|
بالعين ما صاب العيون غشاء
|
ورجعت تأوي مضجعاً فارقته
|
|
ما غيرَّت من وضعه الأجواء
|
أما انقسام البدر يأتي آية
|
|
أخرى وما فيها هناك مراء
|
وبلاغة القرآن حتماً أعجزت
|
|
أن لو يجيء بمثلها البلغاء
|
وأبو قتادة قد شفيت لعينه
|
|
وبخيبر ناب الإمام شفاء
|
قلعت لهذا عينه فأعدتها
|
|
ما نابها من بعدها الأدواء
|
وبعين هذا قد تفلت فأبرئت
|
|
من طيب ريقك عينه الرمداء
|
فضل من المنان قد أعطاكه
|
|
فلديه للداء العضال دواء
|
يا خير مبعوث لأفضل أمة
|
|
كانت تشتت شملها الأهواء
|
فجمعتها في ظل دين واحد
|
|
والكل في الدين الحنيف سواء
|
الأثرياء حفظت فضل ثرائهم
|
|
فازداد منهم في الحياة عطاء
|
وفرضت للفقراء في أموالهم
|
|
إنَّ الزكاة تكافل وإخاء
|
بند الضمان ممثل في صفَّة
|
|
المملقون لهم بها إيواء
|
والرزق قد يسرت من أسبابه
|
|
فازدان في كِّل البلاد نماء
|
حتى الزراعة قد نمت أشجارها
|
|
وازداد فيها خضرة ورواء
|
ووضعت للمرضى علاجاً شافياً
|
|
في الطب ما عجبت له الحكماء
|
ومعلِّم الأجيال علماً زاخراً
|
|
الدين والدنيا به شركاء
|
أكرم بأمّيٍّ يعلِّم قارئاَ
|
|
حتى استقى من نبعه العلماء
|
ولحكمة قد كان في أمِّيَّة
|
|
كي لا يقال روى له القدماء
|
فجزاك ربك خير ما يجزى به
|
|
فلديه يا خير الأنام جزاء
|
وعليك صلى الله جلَّ جلاله
|
|
ما غردت في وكرها فتخاء
|
يا خير خلق الله ماذا في يدي
|
|
من ملكة يشدو بها الشعراء
|
فأفجر الشعر الجميل قصائداً
|
|
كجداول ينساب فيها الماء
|
إذ أن شعري في مديحك عاجز
|
|
يجري فيقصر في الثناء رشاء
|
لكنني أدلي بدلوي في ندىً
|
|
قد فاض ما اضطربت عليه دلاء
|
فاقبل قصيدي يا رسول فإنه
|
|
بمديحك الغالي له الإطراء
|
واصفح عن التقصير إني شاعر
|
|
لي من رضاك قصائد عصماء
|
***
معارضة نهج البردة
ظبي من الإنس بين الحل والحرم
|
|
رمى فؤادي بسهم فاستباح دمي
|
يا رائش السهم من أهداب مقلته
|
|
هلاَّ رحمت فؤاداً في الصميم رمي
|
أو خفت رب الورى في مهجة تلفت
|
|
عاثت بها أعين مرضى بلا سقم
|
ولاعج من سعير الشوق أجَّجه
|
|
بعد النوى فاستحث العيس في سأم
|
إليه قد شد من وجد رواحله
|
|
والدمع من عينه يسخو بمنسجم
|
مسافر في فضاء الحلم قد سبحت
|
|
أفكاره حنّ للمختار من قِدَم
|
يا حادي العيس عجل في قيادتها
|
|
واصل بها السير بين الضال والسلم
|
وإذ رأى طيبة المختار بارزة
|
|
تلوح في مقلة الرائين كالعلم
|
وصاح داعي الهوى والشوق في سحر
|
|
هذي ديار الهوى يا عين فالتهمي
|
ألقى عن الرحل جسماً قد ضناه جوى
|
|
وراح نحو الحمى يسعى على قَدَم
|
هناك ألقى عصا التسيار من سفر
|
|
وآدرك الأمن من خوف ومن ألم
|
محمد صفوة الهادي وخيرته
|
|
من خلقه بين كل العرب والعجم
|
يا أعظم الناس في دنيا وآخرة
|
|
وأكرم الناس في الأخلاق والشيم
|
أحلك الله في الأخيار من نسب
|
|
أباً وأمَّاً لأهل المكرمات نمي
|
يا خاتم الأنبياء المرسلين ويا
|
|
زعيمهم حين يحيا الناس من رمم
|
ناداك ربك والأبصار شاخصة
|
|
أيا محمد عند الله فلتقم
|
وسدرة المنتهى زادتك منزلة
|
|
شُرّفْتَ من عزة المنان بالكلم
|
أسرى بك الله في ليل لرؤيته
|
|
على براق سرى كالبرق في الظلم
|
صليت بالملأ الأملاك تقدمهم
|
|
في باحة المسجد القدسيِّ من أَمَم
|
رفيق مسراك جبريل الأمين غدا
|
|
لك الدليل سما عن رتبة الخدم
|
حتى رأيت جلال الله ما وهمت
|
|
به الظنون ولا الأهواء بالتهم
|
ودولة ساست الدنيا برمتها
|
|
قامت على الحق في حين الوطيس حمي
|
للجيش والخيل في الآفاق همهمة
|
|
لما على الخيل شد الجيش باللجم
|
عليك قامت ودامت يا بن آمنة
|
|
للبعث إذ ينشر الديان للنسم
|
ملكت للدين والدنيا حباك بها
|
|
من جوده فوق كل الجود والكرم
|
دين تملَّك أرواحاً فألَّفها
|
|
وزاد في قرب ذى القربى وذى الرحم
|
وأمرهم بينهم شورى إذا وجبت
|
|
شورى وإن أوجسوا من حادث عمم
|
دستور أحكامه القرآن منهجه
|
|
من شرعة الله لا وضعية النظم
|
وحكمه العدل لا يرضى بمظلمة
|
|
يعيش ظلامها في المرتع الوخم
|
وسل سواداً . فقد أبدى لموجعة
|
|
فقال خذ كل ما قد نلت واحتكم
|
أنالك الله رضواناً ومغفرة
|
|
وجنة مثلها الإنسان لم يَرُم
|
لكن أقدامك الزهراء قد ركعت
|
|
لله حتى شكت من وطأة الورم
|
ركعت لله شكراناً لنعمته
|
|
وكنت عبداً شكوراً في مدى القيم
|
تنام عين الكسالى في مضاجعهم
|
|
وأنت يا سيد الأكوان لم تنم
|
ومعجزات وآيات لهم ظهرت
|
|
أقرها كل ذي ريب ومختصم
|
إيوان كسرى تهاوى عند مولده
|
|
وهو الذي كان في البنيان كالْهرم
|
والنجم قد غاب ما كانت بظاهرة
|
|
موجودة أن يغيب النجم كالُّرجُم
|
وشقة البدر آي من نبوته
|
|
ما كان في أفقه يوماً بمنقسم
|
يا قائد الغر وسم جباههم غرر
|
|
محجلين بسيماهم مع الأُمم
|
هي الصلاة لهم نور ومَّيزهم
|
|
وضوؤهم زان للأطراف والُّلمَم
|
يا أكرم السائلين الشافعين على
|
|
نوال مولاك ذي الأنداء والنعم
|
نداك يا سيدي للمرتجين ندًى
|
|
كالبحر في مده والفيض من ديم
|
لك الشفاعات قبل الخلق أجمعهم
|
|
والجمع قد سال في طوفانه العرم
|
إني إلى نهلة أحظي بها بغدي
|
|
من حوضك المشتهي الثر الروي ظمي
|
وسيلتي عند رب العرش أن يدي
|
|
مُدَّتْ له واشتياقي جد محتدم
|
ومن حمى روضة من روض جنته
|
|
والروح قد أشرقت في خير ملتزم
|
في مسجد المصطفى المختار موقعة
|
|
من بعد مكة بيت الله في القمم
|
وأنني من ذنوبي بت في خجل
|
|
لكن قلبي يناجي في سناه فمي
|
يا رب قد جئت والأوزار تكنفني
|
|
وقد تحملتها من مبلغ الحلم
|
بباك البر يا وهاب أوقفني
|
|
تقطع الزاد والإيغال في العشم
|
فما لذى الذنب من ركن يلوذ به
|
|
سواك يا خير مرجوٍّ ومعتصم
|
ضيوفك الصيد يا جواد قد وقفوا
|
|
بين المشاعر نزَّالين في الخيم
|
بعد القصور التي بالعز فارهة
|
|
أو الرءوس التي تختال في شمم
|
الأرض أضحت بساطاً في مضاجعهم
|
|
والأنف قد ذل للمعبود في رغم
|
تجردوا من ثياب غير ألبسة
|
|
بيضاء في اللون قد شُدَّتْ على الحُزُم
|
لا فرق بين سراة أو ذوي ملق
|
|
وبين ذاك الفتى والطاعن الْهَرِم
|
جاءوا إلى بابك المرجوِّ نائله
|
|
في موقف حافل بالناس مزدحم
|
يرجون للعفو والغفران خاشعة
|
|
قلوبهم ينهضون العزم بالهمم
|
قد رددوا في جميل الصوت تلبية
|
|
أكرم بلبيك في الترنيم من نغم
|
وكبرت يوم عيد النحر ألسنة
|
|
تلجُّ لله بالتقديس والعظم
|
يا رب فاقبل من الحجاج حجتهم
|
|
واكتب لهم أجرها في اللوح بالقلم
|
وردهم في رحاب الخير أوبتهم
|
|
للأهل والدار والأموال والحشم
|
يا رب إن يد الإرهاب قد عبثت
|
|
بالأمن في الأرض تقفو فكر مضطرم
|
ودولة الشر إسرائيل قد جأرت
|
|
منها فلسطين بالشكوى ولم تُلم
|
وفي العراق انقسامات تسببها
|
|
مطامع فهي تحيا في لظى الحمم
|
فرب من دولة للغرب طامعة
|
|
ترنو إلى فائض البترول في نهم
|
كشمير تسعى إلى الشيشان باكية
|
|
وبورما تشتكي والكل في صمم
|
يا رب إن بني الإسلام قد بعدوا
|
|
عن وحدة الدين كالقطعان من غنم
|
إن لم تعول على الإسلام وحدتنا
|
|
نعش مدى دهرنا في حال منهزم
|
يا رب فاجمع على الإسلام أمتنا
|
|
وشُتَّ اعداءها يا خير منتقم
|
****
ألاقي من عذابك
هذه
القصيدة بدايتها لشاعر الامير عبد الله الفيصل رحمه الله وهذه الأبيات معارضة
للقصيدة مع تضمين البداية
"ألاقي
من عذابك ما ألاقي
|
|
وحبك في
حنايا القلب باقي
|
وتسرف
في الصدود وفي التجني
|
|
وأسرف
في التياعي واشتياقي
|
فيا
باهي الجمال وأنت بدرٌ"
|
|
يشع
بنوره في الإنطلاقِ
|
أحبك
صادقًا من كل قلبي
|
|
وأحلف
فوق ذلك بالطلاقِ
|
أمد
الطرف دومًا حين أصحو
|
|
لعل
الطرف يحظى بالتلاقي
|
ويرجع
طرفيَ الواني كسيرًا
|
|
ويأبى
النومُ طرفي باعتناقِ
|
فهل
بعد الفراقِ لنا لقاءٌ
|
|
ويشفى
القلب من ألم الفراقِ
|
عسى
يأتي اللقاءُ لنا قريبًا
|
|
وبعد
الهجرِ ينطفئُ احتراقي
|
***
ملحمة
الدرر
سقى
داري المقدسة الغمامُ
|
|
وحَوَّم
حول ساحتها الحمامُ
|
بلادي
أشرق الإسلام منها
|
|
فمكة
بيتها البيت الحرامُ
|
وطيبة
إذ بها خير البرايا
|
|
وآل
البيتِ والصحبُ الكرامُ
|
رياض
الخير عاصمةٌ وقلبٌ
|
|
لأرض
العُرْب والإسلامُ هامُ
|
عروسٌ
زينت في يوم عيدٍ
|
|
وخاطبها
هو الملك الهُمامُ
|
أجلْ
عبد العزيز وهل ستحظى
|
|
بزوجٍ
مثلُه ذاكَ الإمامُ
|
فأمهرها
السعادةَ خيرُ مهرٍ
|
|
وتبقى
في ذراها لا ترامُ
|
سعودٌ
بعده قد قام فينا
|
|
فعم
الخيرُ وانتشر السلامُ
|
ويأتي
فيصلٌ والرأي ماضٍ
|
|
صريحٌ
كان يحميه الحسامُ
|
وهلَّ
بخالدٍ عهدٌ جديدٌ
|
|
وفيه
الخيرُ ينمو والوئامُ
|
وفهدٌ
قد أتى بالعلم نورًا
|
|
كأن
العلم شُرْبٌ أو طعامُ
|
وعبد
الله يأتينا بعهدٍ
|
|
يلذُّ
العيشُ فيه والمنامُ
|
وسلمانُ
الشهامةِ قد أتانا
|
|
فجل
الشأن وارتفع المقامُ
|
بلادي
درةٌ يزهو سناها
|
|
يضاءُ
بنورها الباهي الظلامُ
|
وفيها
لوحةٌ رسمت بفنٍّ
|
|
بها
يشدو المحبُّ المستهامُ
|
وباقاتٌ
من الورد المُنَقَّى
|
|
وهيلٌ
والقرنفلُ والبشامُ
|
قصيدةُ
شاعرٍ فيها يغني
|
|
يرددها
على الأيكِ اليمامُ
|
***
هل
تعلمين
يا ظبية البان حن القلب للبانِ
|
|
لو أنه القرب والإبعاد سيَّاني
|
كلاهما واحدٌ حبٌ بلا أملٍ
|
|
ولا رجاءٍ يمر اليوم والثاني
|
يا ظبية البان إني مغرمٌ دلفٌ
|
|
متيمٌ قد شكا فكري وجثماني
|
(
هل تعلمين وراء الحب منزلةً
|
|
تدني
إليك فإن الحب أقصاني )
|
فأرسلت بسمةً يَفْتَرُّ عنها فمٌ
|
|
كحمرة الورد تحيي الروح بالفاني
|
وزغردت مثل صوت الطير صادحةً
|
|
نعم نعم منزلٌ تحويه أجفاني
|
فأحيت الأمل المفقود من زمنٍ
|
|
وأطفأت جذوةً تذكو بوجداني
|
يا ظبية البان إن الأرض موحشةٌ
|
|
بلا ظباءٍ كقلبي الواجف الواني
|
***
حلم ليلة
" مالي أراها
لا ترد سلامي
|
|
هل حرمت عند اللقاء
كلامي
|
أم عادة الغيد
يبدين الجفا
|
|
وفؤادهن من الصبابة
دامي"
|
أم عاذلٌ بالشك قد
رابها
|
|
فنوت بما فعلت على
إيلامي
|
إن كان يرضيها
التذلل من فتى
|
|
فلقد ذللت وقد خضعت
مقامي
|
لا عيب في حب يجر
مذلة
|
|
فالقصد خير والمؤمل
سامي
|
يا ربة القد الجميل
فرحمةً
|
|
بحياة صبٍّ بات في
إعدمِ
|
نظرت بأعينها
الوساع وأشرقت
|
|
في ثغرها البسمات
باستسلامِ
|
تفديك روحي في
الحياة وفي الهوى
|
|
يا إلف يومي يا
أنيس منامي
|
فجرى الذي قد كان
فيما بيننا
|
|
فاجنح بفكرك عن مدى
الآثامِ
|
إن القضية كلها من
أصلها
|
|
في ليلة طابت مع
الأحلامِ
|
***
تهادت بالدجى
تهادت
بالدجى بدر التمامِ
|
|
وقد
بادرتها ردَّ السلامِ
|
فقالت ما
السلام فقلت أمنُ
|
|
كأمنك في
الضياء وفي الظلامِ
|
فقالت ما
الظلام فقلت ليلٌ
|
|
نعاني فيه
أنواع الغرامِ
|
فقالت ما
الغرام فقلت حبٌّ
|
|
كحبي فيك
يا بنت الكرامِ
|
فقالت ما
الكرام فقلت قومٌ
|
|
لهم في
مهجتي أسمى مقامِ
|
فقالت ما
المقام فقلت ركنٌ
|
|
ببيت الله
والبيت الحرامِ
|
فقالت ما
الحرام فقلت شيءٌ
|
|
يحرمه
الإله على الأنامِ
|
فقالت ما
الأنام فقلت بدوٌ
|
|
نلاقيهم
ببيت أو خيامِ
|
فقالت ما
الخيام فقلت بيتٌ
|
|
نناجي فيه
واضعة الوشامِ
|
فقالت ما
الوشام فقلت نِيلٌ
|
|
يَزِينُ
الخد من تحت اللثامِ
|
فقالت ما
اللثام فقلت سترٌ
|
|
يغطي
الوجه ختمًا للكلامِ
|
فقالت ما
الكلام فقلت صوتٌ
|
|
كما صوت
القماري والحمامِ
|
فقالت ما
الحمام فقلت طيرٌ
|
|
يغني فوق
أغصان البشامِ
|
فقالت ما
البشام فقلت غصنٌ
|
|
يغطي
المصطفى مثل الغمامِ
|
فقالت ما
الغمام فقلت غيثٌ
|
|
يَدِرُّ
نزوله أحلى طعامِ
|
فقالت ما
الطعام فقلت أكلٌ
|
|
يرتب في
البيوت على النظامِ
|
فقالت ما
النظام فقلت قنٌّ
|
|
لشيخ
والفتاة وللغلامِ
|
فقالت ما
الغلام فقلت طفلٌ
|
|
صغير قد
نما فوق العظامِ
|
فقالت ما
العظام فقلت لحمٌ
|
|
يجيء
بخلفه أو بالأمامِ
|
فقالت ما
الأمام فقلت سيرٌ
|
|
أمام
القوم في طلب الذمامِ
|
فقالت ما
الذمام فقلت عهدٌ
|
|
يخص لفارس
شهم همامِ
|
فقالت ما
الهمام فقلت شخصٌ
|
|
يحن إلى
التآلف والوئامِ
|
فقالت ما
الوئام فقلت قربٌ
|
|
لمن يحيا
بحبك في الهيامِ
|
فقالت لي
فديتك من محبٍّ
|
|
ولن أبغى
بحبك في الملامِ
|
فقلت وما
الملام فقاطعتني
|
|
ستعرف شرح
ذلك في المنامِ
|
***
عيون المها
قصيدة للشاعر العباسي
علي بن الجهم السامي ، وهذه معارضة لها :
"عُيون المها بينَ الرصافةِ والجسرِ
|
|
جلبن الهوى من حيثُ أدري ولا أدري"
|
يسارقننا النظراتِ سودًا كواحلًا
|
|
وما مسهن الكحلُ بل ذاك من سحرِ
|
سهامٌ على قلبِ المحبِّ يرشنها
|
|
وتنزلُ مابينَ الجوانحِ والصدرِ
|
ومن مات من سهمِ العيونِ فإنه
|
|
شهيدٌ وتحمله العيونُ إلى القبرِ
|
ومن عاش يبقى نازفًا في جراحِه
|
|
وليس له طبٌّ إلى أبدِ الدهرِ
|
وإن الذي تسقيه من خمرِ عينِها
|
|
فتاةٌ يظل الدهرَ يُصرعُ بالخمرِ
|
وإني بغزلانِ الصريمة مغرمٌ
|
|
يقلبُني شوقي على لهبِ الجمرِ
|
تفيأتُ من بغدادَ دارًا كريمةً
|
|
كأنيَ قد نُبِّهْتُ في ليلةِ القدرِ
|
وكنت مقيمًا في البداوةِ راعيًا
|
|
وراءَ قطيعِ الضأنِ في قريتي أجري
|
رعى اللهُ يا بغدادُ منك منازلًا
|
|
يعيشُ بها الآرمُ يخطرن بالقصرِ
|
أونسُ ملساءُ الخدودِ نواعمٌ
|
|
وتنفحُ منهن الملاحةُ بالعطرِ
|
***
إن العيون التي في طرفها حور
معارضة
لقصيدة الشاعر الأموي جرير بن عطية بن الخطفي التميمي وفيها تضمين ثلاثة أبيات .
شاهدت
بالراكِ والبانات غزلانا
|
|
جآذرٌ
من ظباءٍ تسكنُ البانا
|
حورٌ
حرائرُ ما اكتسينَ بزينةٍ
|
|
غيرَ
الذي غطت الأهدابُ أعيانا
|
صوبنَ
من نظرةِ العينينِ أسهمَها
|
|
فدكت
العينُ والأحداقُ مرمانا
|
( إن العيونَ التي في طرفِها حورٌ
|
|
قَتَلْنَنَا
ثم لم يحيينَ قتلانا
|
يصرعنَ
ذا اللبِّ حتى لا حراكَ به
|
|
وهنَّ
أضعفُ خلقِ اللهِ إنسانا
|
يا
حبذا جبلُ الريانِ من جبلٍ
|
|
وحبذا
ساكنُ الريانِ مَن كانا )
|
يا
ساكنينَ من الريانِ منزلةً
|
|
لقد
سكنتم فؤدًا بات عطشانا
|
نهديكم
الحبَّ من أقصى ضمائرِنا
|
|
وجدًا
وعشقًا وأشواقًا وتحنانا
|
إن
العيونَ اللواتي قد شُقِفْنَ بنا
|
|
ما
جربت في الهوى عطفًا ووجدانا
|
زينبية القرن الخامس عشر ( من وحي واقعة )
القصيدة
الزينبية الأصلية قصيدة في وصف الدنيا ، يقال أنها للإمام علي بن أبي طالب كرم
الله وجهه ، أو للخليفة العباسي الراضي ، ونسبت لآخرين ، وهذه زينبية اخرى من عالم
آخر :
إن الحياة تحفز وتوثب
|
|
هذا بقاموس الأنام المذهب
|
هذا يطيح برأس هذا جاهداً
|
|
والمأمل الأسمى هناك المنصب
|
إن الوسيلة لاتهم لغاية
|
|
إن المهم بأي حال تغلب
|
ونسوا بأن العمر ليس بدائم
|
|
والدهر ماض والليالي قلب
|
فترى كبير السن يحسد من فتى
|
|
وترى الفتى قد غار منه الأشيب
|
غاب الوحوش لهم تراءى مسرحاً
|
|
ناب لهم في الكائنات ومخلب
|
متكالبين على الحياة ودأبهم
|
|
إن لم تكن ذئباً فأنت الأرنب
|
متعلمون وإنهم من جهلهم
|
|
بالنور يشملهم ظلام غيهب
|
والمال أصبح فوق كل نباهة
|
|
يزجى لصاحبه المحل الأرحب
|
لو كان فدماً لا يساوي درهماً
|
|
وسكوته من كل قول أطيب
|
أيدير أقوام لدار ثقافة
|
|
ومن الثقافة فكرهم متسيب
|
لم يفتحوا يوماً كتاباً واحداً
|
|
أو يقرأوا سطراً بحبر يكتب
|
فوق الرءوس ترى عقالاً شامخاً
|
|
ومشالحاً مصقولة تتنكب
|
والعقل أخوى من إناء فارغ
|
|
حتى مصالحهم لها من يحسب
|
يا قوم بئس الإختيار فهذه
|
|
ليست مؤسسة وما هي مكتب
|
هذي معلقة شداها شاعر
|
|
لما رآني في حياتي مكرب
|
وصحوت من نومي وصوت محدثي
|
|
مثل الصدى في داخلي يتسرب
|
أضغاث أحلام بليلة عتمة
|
|
كم غير زينب في الأحبة مذنب
|
لا تبك إن صرمت حبالك زينب
|
|
بل فابك من قد ضم هذا الكوكب
|
إن كنت منها قد أصبت بغدرة
|
|
فهناك آلاف نمتهم زينب
|
***
أرى الرياض
هذه القصيدة معارضة لقصيدة الشاعر الأندلسي الوزير أبي الوليد أحمد بن
زيدون النونية في التشوق إلى محبوبته ولادة بنت المستكفي الأموي والتي مطلعها :
أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
يا من تذكر شوقاً رمل يبرينا
|
|
وحن في لحظة الذكرى لدارينا
|
أنا إلى نجد الفيحاء تجذبني
|
|
لواعج الشوق في أفياء ماضينا
|
أرى الرياض لها في القلب منزلة
|
|
دنيا تتاخم في أمجادها دينا
|
يا باسم البرق من أنحائها لمعت
|
|
أنواره أشرقت منها دياجينا
|
مواسم الغيث هل حلت مواعدها
|
|
تسقي رياض الحمى فيها وتسقينا
|
فينبت الشيح والقيصوم مزدهراً
|
|
وتزهر الأرض ورداً أو رياحينا
|
ويا نسيم الصبا إن جئت منتشياً
|
|
بالله أن تحمل الريا لوادينا
|
لعل ريح الخزامي من جوانبها
|
|
يأتي لنا حاملاً عطراً ونسرينا
|
وأعذب الماء يجري في خمائلها
|
|
أضحى بطول النوى مشروبنا طينا
|
ويبرز المصمك العالي ببنيته
|
|
عجلان في بابه أبقى براهينا
|
عبد العزيز الذي قد عاد مفتتحاً
|
|
يجوب في عتمة الليل الميادينا
|
يقول في فجر يوم قد أضاء له
|
|
موروث آبائنا يبقي بأيدينا
|
الملك لله رب العرش خالقنا
|
|
وثم عبد العزيز الصقر والينا
|
أتى سعود وأوفى فيصل سلفاً
|
|
وخالد بعده فهد مضوا فينا
|
واليوم في طاعة الرحمن يجمعنا
|
|
حمى أبي متعب طابت ليالينا
|
أدامه الله للإسلام قاطبة
|
|
تضمنا كفه والله حامينا
|
أبناء عبد العزيز الفذ أجمعهم
|
|
على جناح العلا كانوا شياهينا
|
وفي سنى الشعر أعشى عدت أذكره
|
|
منفوحة خلدت أشعاره حينا
|
صناجة صوته عذب ينغمه
|
|
ويملاً الكون تطريباً وتلحينا
|
مع المحلق وافانا له خبر
|
|
جاءت به صفحة التاريخ تبيينا
|
بالحول لم تبق بنت وهي عازبة
|
|
لهن قد أقبل الخطاب راجينا
|
أقول والشوق تضنيني لواعجه
|
|
لمن غدا حبها يسبي الملايينا
|
يا قبلة الشرق في علم وفي أدب
|
|
تبقين للدين والدنيا عناوينا
|
***
خير البرايا
معارضة لقصيدة سلوا قلبي لأمير الشعراء
أحمد شوقي لمفرج السيد :
أصاب السهم من قلبي مصابا
|
|
وأثخن بالفؤاد دماً مذابا
|
مهاة باللواحظ في يديها
|
|
دماء العاشقين غدت خضابا
|
تعرض لي بخد من لجين
|
|
وتبسم من فم ضم الرضابا
|
فقلت لها لهذا الطرف غضي
|
|
وضمي فوق فتنتك النقابا
|
فما هذا المقام مقام عشق
|
|
ولا طلب المقالة والخطابا
|
فقد أوفى بنا شهر كريم
|
|
به قلب الخلائق قد أنابا
|
إذا حلقات خير الذكر تتلى
|
|
يهل الدمع بالعين انسكابا
|
وفارقت الصباية والغواني
|
|
فإن الله الهمني الصوابا
|
إلى خير الأنام صبا فؤادي
|
|
رسول بالأصول زكا وطابا
|
ويدعو المسلمين لخير دين
|
|
هو الإسلام ينتهج الكتابا
|
أبو الزهراء من ولدت بنيها
|
|
هما السبطان قد ساداالشبابا
|
إذا حسن تطاول أو حسين
|
|
تقاصر كل من يسمو انتسابا
|
نبي الله يا خير البرايا
|
|
إليك أتيت اقتحم الصعابا
|
بوقت صار مدحك فيه ذماً
|
|
لقائله وحبك صار عابا
|
وما غاليت في أبيات شعري
|
|
لألقي اللوم فيها والعتابا
|
حبيب الله والهادي لخير
|
|
وعبد الله لا أجد ارتيابا
|
ولكن ليتني قد عشت قبلاً
|
|
وألثم من رواحله الركابا
|
فهذا منتهى شرف وفخر
|
|
يسامق في مكانته السحابا
|
وتؤرقني الحوادث في زماني
|
|
لها فتح العدا بابا وبابا
|
وفي أجدادنا صور وعبر
|
|
لقد جعلوا الجهاد لهم مثابا
|
كتائب للوغى رحلت وحلت
|
|
تقود الجيش والخيل العرايا
|
فبدر ثم مكة ساطعات
|
|
وحطين لقد طابت رحابا
|
فرد الناس يا ربي مردّاً
|
|
جميلاً نحو جانبك احتسابا
|
تقبل صومنا يا رب بنا
|
|
وأجزل في القيام لنا الثوابا
|
وبلغنا له في كل عام
|
|
وحقق في الحياة لنا الرغابا
|
وعبد الله فاحفظه معافى
|
|
دعونا من إذا يدعى أجابا
|
***
تبدت أمامي
معارضة
لقصيدة ( أراك عصي الدمع ) للشاعر الفارس الأمير أبي فراس الحارث بن سعيد الحمداني
تبدت أمامي قد كسا جسمها الشعر
|
|
بوجه تلاشى عند طلعته البدر
|
وتسألني من أنت من قد هويتها
|
|
وتعلم لكن غرها التيه والكبر
|
وقلت أنا من مسه الضر والأذى
|
|
بهجرك قالت فليدم ذلك الهجر
|
أيخفاك أن هوى الغواني مرتقى
|
|
بعيد منال ينقضي دونه العمر
|
فقلت نعم أدري ولكن يد القضا
|
|
ولوعة حبي فيهما عندي العذر
|
وقالت أرى للعاشقين علامة
|
|
هي الدمع والشكوى وشعرك والفكر
|
ولم ار منها فيك بعض سجية
|
|
فحبك دعوى في المحبين أو مكر
|
فقلت لها طرفي ودمع محاجري
|
|
خصيمان لا دمع غزير ولا نزر
|
من العار أن يبكي الرجال من الهوى
|
|
دموعاً ولكن تبكي المرأة البكر
|
وهل باح في شكواه وهي مذلة
|
|
فتى في الهوى والحب يسمو به القدر
|
وعنديَ من شعر الغرام خرائد
|
|
يطوقها عز الحماسة والفخر
|
ويسهر طرفي كلما أقبل الدجى
|
|
وطافت به الأفكار ضاق بها الصدر
|
سلي عن سهادي البدر طال به السرى
|
|
وتأتيك عن طول الكرى الأنجم الزهر
|
وقلت لها هذا فؤادي هدية
|
|
إذا شئت قرباناً فقد قرب النحر
|
وقلت لها ما بال جسمك لين
|
|
رقيق وأوهى لين رقته الخصر
|
ولحظك لما يرفع الطرف آسر
|
|
فهل في سني عينيك قد نفث السحر
|
وهل زرت روضاً بالأزاهير مؤنقاً
|
|
فطار من الأزهار في شعرك العطر
|
وقالت وَلِمْ تسأل سؤالا جوابه
|
|
عسير به ورد المنية والقبر
|
فقلت بروحي أنت ماليَ مطمع
|
|
بوصلك فليسقط على رأسي القصر
|
فقالت لقد أشفقت بل زار بي الهوى
|
|
فمثلك أحرى أن ينال به الأجر
|
****